Translate

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

وسط هدوء الليل وسكونة .. هناك صوت اخترق جدران غرفتى ،، يبدو انه قوى بما يكفى ليحطم زجاج نافذتى ..!!
صوت عربة يجرها حمار هزيل .. تسللت الى شباك غرفتى امسك باطراف يدى واجلس على ركبتى ولا اظهر الا عيناى ..
كان ينادى هذا العجوز مع اقتراب الشتاء وكآبة منظرة ولا ينتظرة سوى نسمة هواء باردة  .. فــ انا احب الشتاء واكرة كآبتة وفقرة وضياعة وتشردة ووحدته كل هذا اكرهه ..
شارعنا القديم الذى كان يكبرنى صار يصغرنى وصار الهدوء والسكوت والظلام يملأة .. هذ الصوت البعيد اخذ يقترب ودعوت كثيراً الا يأتى تحت نافذتى ويستقر حارتنا الصغيرة قديما كان لا يمر منها جائعاً الا واطعمة احدهم وارضاة ،، هذا حينما كان يسكن هنا البشر حينما كان يحيا البسطاء وهم اغنياء !! .. اخذ الصوت يقترب وكلماتة تزداد وضوحاً كان يحمل فوق عربتة كشافاً صغيراً يبدو انة استعد لملاقاة الظلام ..
يبدو ايضاً انه خرج من بيتة متأخراً علة  لم يجد ما يشبعة بين اوانى بيتة الفقير ،، فــ جلبابة يحكى قصتة انة لا يملك شيئاً سوى حمارة وعربتة الخشبية .. كان يسير وحيداً بالشارع لم يجد ماينير دربة سوى ضوء خفيف قادم من خلفة.. وكشافة يعطية اشارة بانة صار يبتعد عن النور .. وظل ينادى .. ينادى .. ولا احد يسمعة او لا احد يكلف نفسة عناء النظر من شرفتة ليرى ماذا يبيع هذا البائس الفقير ..!
اصبحنا هكذا ان اصبحنا بخير نترك الاخرين يموتون جوعاً وفقراً وذلاَ ...
مازلت واقفاً مشتت انظر من نافذتى الى هذة السلات الكثيرة المملؤة عن آخرها بالفاكهه .. واتسائل بربك ايها البائع مادفعك للخروج متأخراً هكذا ... هل لتزيد همى ام لتعطينى رسالة ان انطلق والق حملك لربك ..؟؟
لا هذا ولا ذاك اظنك تريد المال الذى تدفىء بة بيتك لك ولزوجتك واولادك ،، فلا ابالى ان كنت تتعاطى مخدرا ما لا ابالى لشيى فهو الفقر يدفعك دفعا للنسيان ولا الوم عليك ان كنت تفعل ..
كان يتوكأ على عصا بيدية .. واحدة لحمارة ورفيقة واخرى لعصاة ،، الجو كان مظلما لم احدد له ملامح لكننى رأيتة من صوتة المبحوح  ..!!
جلبابة فضفاضة ويربط عمامة فوق رأسة .. وتدور رأسى معة وتتخبط .. وقبل ان ادعوا وقبل ان افكر انة لا يحتاج سوى بعض الجنيهات فاجئنى العجوز ونادى " ثلاث بعشر ياسادة بثمن بخس لا يتجاوز علبة سجائركم " او كما نطقها وانشقت ارضى تحتى وانا اسمعها .. ( تلاتة بعشره حق علبة سجاير يا ولاد ) .. ولم ينصت احد للعجوز ولم يلقى بالا .. اتسائل انا الآخر لما احمل همومى وهموم غيرى فتباً وسحقا لى ولغبائى وحمقى .. ماذا اريد من نفسى انا الاخر الا تكفينى همومى ؟؟
لما لا انطق مثل الاخرين مثل هذا يملك اطيان ومالا كثير من عربتة فلا تتعاطف لماذا لا اقول هكذا مثلهم !!
انطلق العجوز مسرعاً الى شارع آخر ولا يدرى اين رزقة واظنة لن يبع بدرهما واحداً فى بلدتى ..!! اكتفوا نهارا وسينامون الان ..
اتعجب لنا نخرج اموالنا لمن لا يريدها ونمنعها عمن يريدها ولاننا جهلاء نحسبهم اغنياء من التعفف كما قال ربنا ..!!
اذا بكى هذا الشيخ سينال مالا كثيراً وان اخبرنا حالة سنبكى معة حزناً ونعطية اغلى ما نملك علية ان يفقد كرامتة كى نعطية !! لكننا لضيق افقنا ولغباء عقولنا لم نفهم انة يشحذ بطريقة تجعل كرامتة بين النجوم .. لا اعتذر ليس شحاذاً فهو صاحب حق على الجميع منا ،، له الحق فيما املك ان كان يزيد عن احتياجى .. كنت قد ابتعدت عن هنا واعتزمت الا اكتب مايدور بــ ايامى مرة اخرى وها انا رغما عنى اعود اليوم ولن اعود ابداً بعدها .. لن استطيع النوم ان لم ابوح ،، فيا ايها الشيخ اعتذر وددت لو اننى وضعت كل ما املك بجيوبك الفارغة لكننى خشيت اشياء كثيرة .. اعتذر ايها التائة الغريب عن بلادى او عن قريتى لم اوفيك حقك ،، ولم اتحلى باخلاق ديننا .. اعتذر اينما كنت وايقن انك لو عشت ملايين الاعوام لن ترى كلماتى هذة وعلنى لن التقيك بعالم آخر لانك ستكون بالاعلى وانا دونك ...
اعتذر اينما تخطوا خطواتك الان وانا اجلس هنا على حاسوبى ساخطاً على حياتى وما انا فية .. كنت شيئاً عميقاً للشكر ،، وللسخط يا أبى ازداد فخراً وشرفاً ان اناديك ابى .. لدى الكثير داخل صدرى وداخل قلبى وسأكتفى ... وارحل بعيداً .. وانت اغناك الله .. لو اننى عبداً صالحا لن اكف عن الدعاء لك ولا مثالك .. فتباً لى وتباً لبلادى .. وانت يا شيخى افاً منك لانك راضيا ..
ادام الله دفئنا يا سادة وادام ضلالنا وادام بعدنا يا شيوخنا ،، ما دمنا باحضان زوجاتنا وابنائنا وعائلاتنا فلا احد يحيا سوانا ومثل هذا له الله ولا ندرى ماذا يحمل خلف عربتة الخشبية وجلبابة وحمارة ..!!واظنة متفائل ََ !!
وارى واظنها اسرة كبيرة فقيرة وبيت متسخ واوانى فارغة وامرأة تمنت لو انها تشبة من تراهم فى البلورة السحرية التلفاز .. واولاد تمنوا لو انهم يملكون بيتا كبيراً وسيارة واباً واما آخرين ... ورجلا تمنى لو انة اصبح اميراً حاكما مالكاً لاسعاد ابنائة .. واجبرة الفقر على حزنة وانسكارهم .. فيارب لم اعد اطيق تفكيرى مالى ومالهم . يارب تمنيت لو اننى املك الكون امر على هؤلاء لاعطيهم اجمل ما املك لكننى لا املك شيئاً الا لنفسى .. ياربى احمل من الحزن ما يكفنيى ويملأ قلبى ،، ظللت اراقب العجوز حتى اختفى عن نااظرى ودار داخلى ما دار وتنحيت عن نافذتى وانا احمل فى قلبى ما احمل . !







هناك تعليقان (2) :

  1. جميييلةاوووى ،، وحزينة اوووى ،،ومؤثرة اوووى ،،
    وانا نفسى اكون غنية عشان مش اخلى ولا واحد فقير ع وجه الأرض ،،
    انت شخصية جمييلة اووى من جواك ،، وربنا يجزيك ع اد نيتك،،،

    ردحذف