Translate

الخميس، 24 أكتوبر 2013

الغريب ...

اول مرة اكتب بصيغة البنت ^ـ^
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت دعوة عامة للجميع لمشاهدة فيلم ... وكان ذلك يتكرر كل اسبوع ..
ودائما ما كنت اذهب للحضور انا وبعض المتحمسين تبدو وجوههم مألوفه نتحدث سوياً ... نتبادل الافكار ويطول النقاش حتى بعد انتهاء العرض الا ذلك الغريب ..!
احدهم كان يأتى متأخراً يجلس بعيداً وما ان ينتهى العرض يرحل كنت المح فى يديه كتاب يحمله معه ..!
مرة اخرى اهتم لامر هذا الرجل الغامض يمتلك وجه كئيب لكننى اشعر بالطيبة فيه نادراً ما اراه مبتسماً ...
يتحول نظرى من مشاهدة الشاشة الكبيرة لمشاهدته اراقب تصرفاته ... فى استراحة قصيرة كان يترك صالة العرض ...
ويخرج اخرج ورائه لمراقبته يختار كرسيا بعيداً عن الجميع ويجلس يشعل سيجارة ويطلب قهوته التى يغيرها كثيراً .
يبدواً انيقاً وبداخله الكثير من الوجع او الذكريات ...!
يبدوا اننى اهتم لامره لماذا هذا الصمت ؟ لماذا يحب وحدته واشعر انه يستلذها ؟؟؟
لماذا يبدوا غامضاً وغريباً .... وهذه المرة بعد انتهاء العرض ذهبت اليه مباشرة .. ينظر الى ابتسمت له ....
شفتاه لا تتحرك من مكانها دقات قلبى تعلوا وتعلوا ماهذا الاحساس الذى اشعر به لاول مرة ...
كأننى اشعر بالخوف والامان فى حضرته .. اطرافى كانت باردة وحينما اقتربت منه زادنى دفىء !
اجميل هذا الشعور ام مخيف ؟؟؟
كان واقفاً كأنه فى انتظارى يداه ممسكة بكتابه والاخرى متساوية معها فى جانبه ... لو انه يبتسم كنت سأطمئن اكثر ..
لكننى مُصرة على ان اتحدث اليه اقتربت منه اكثر وفى محاولة منى لبدء الحديث فاجئنى ..
_ انا عمر ... وابتسم
فاطمئن قلبى ورحل الخوف عنى لكننى فقدت النطق وصمت ....
فقال لى هل اعجبك العرض فقلت نعم ...
ثم عاودت السؤال عليه فقال نعم .. قلت وما اكثر المشاهد التى اعجبتك فصمت ََ !
فعاجلت بسؤال آخر كم الساعة الان ؟
اجابنى التاسعة ..
ولم يسمح لى ان انطق بكلمة اخرى قال استمحيك عذراً على الرحيل كنت سعيداً بحديثى معك .. ورحل !!
وزادنى حيرة لم يكن يتابع العرض بل كان شارداً لانه لم يجيبنى على سؤالى !!
ابتسامته جميلة ... طويل القامة .. يشعرنى بالهدوء وانا امامه طغت رجولته على وشعرت بالامان ...
رحل هذه المرة وقد انتظرته فى الاسبوع القادم ولم يأت اصابنى الحزن كأنه اصبح جزء من العرض ...
مر شهران على غيابه وانا انتظره هذا الغريب الذى اخذ مساحة كبيرة من عقلى فى تلك الفترة الصغيرة ...
وها قد جاء ....
لم انتظر قبل العرض بدقائق جلست هناك فى هذا المكان الذى دائما ما اراه فيه علنى اراه بوضوح
جلس جانبى  لا ادرى ماهذا الشعور الذى ينتابنى حينما اجلس جانبه ..
اعلم انه خجول ويبدوا انه لا يحب المفاجئات لكنه بدأ كلامه معى بالسؤال عن حالى فاجبته اننى بخير حال ..
قلت وانت قال بخير وصمت وصمت معه ...
قبل انتهاء العرض بلحظات طلبت منه الا يرحل وان يأتى ليتعرف على البقيه ونتحدث كما نفعل دائما ...
ظننت انه سيرفض لكنه ابدى اعجابه بما عرضت عليه ...
تجمعنا وبدأ حديثنا يتطرق الى مواضع اخرى  يجلس صامتاً لا يتحدث كثيراً ... يبتسم ...
يستمع الى هذه وذاك ولا يشاركنا الحديث يزداد غموضاً وازداد حيرة فى هذا الرجل الغريب ...
لم ينتظر حتى ينتهى اللقاء بل قام واعتذر للجميع وقال ان عليه الرحيل وغادر المكان ...
ذهبت ورائه ناديته فالتفت مبتسماً !! اشعر بالخوف منه حين يحدث احدهم دائما ما يبدو مبتسما وحين يكون وحيداً نادراً ما اراها !
قلت له لما سترحل ؟
فقال سئمت مما يقولون لا طاقه لى به ...
فقلت اذا سأرحل معك ..
قال الى اين ؟
قلت الى هذا المكان الذى انت ذاهب اليه !!
فابتسم وقال انا ذاهب الى اللاشىء لا املك وجهة
فقلت اذا سآتى معك ! لم اشعر بما افعل لم احدث رجلا فى حياتى قط ولم اصادق احدهم ولكن هذا الغريب يجذبنى اليه بكل مافيه ..
من جمال الروح وجاذبية الكلمات ...
قال يا انت انا حتى لا اعرف اسمك لكننى اتسائل ماذا تريدى ؟
اجبته لا اريد منك شىء فقط اود ان اتحدث اليك ..
قال ما اسمك اذا ...
مريم ... انا مريم ..
ازداد البريق فى عينيه وابتسم وقال اذا لك الخيار يامريمة الى اين تودين الذهاب ؟
احمر وجهى خجلاً فأطلق ضحكة جميلة ثم قال اذا يبدوا اننى سأفعل كل شىء ...
تعمدت ان اقترب منه اثناء سيرنا فى احد الشوارع القديمة وتعمد هو الاخر ان يبتعد عنى ..!!
سألته من اين انت ؟
فقال لما !!
قلت فقط لاعلم من اى البلاد انت
فقال انا هاهنا امامك كلى .. لن يفيدك بشىء اذا علمتى من اى البلاد انا ...
اجبرنى على السكوت وقد بدأ الحزن يتسلل الى قلبى لماذا يفعل بى مايفعل .. لما هل يكره وجودى ..
 كنت على وشك سؤاله هل تكرهنى ... التفت اليه فوجدته مبتسما فقلت ماذا يدعوا للابتسام ياعمر ؟
فقال انا لا اكرهك يا مريمة ولا اكره وجودك !!
صعقتنى هذه الجمله هل قرأ افكارى ؟؟ هل رأى سؤالى فى وجهى ؟
يزداد غموضاً ويبدوا اننى احب هذا الاحساس علنى اصل الى ضالتى فى نهاية امرى ...
انتهى بنا المطاف الى مكان هادى بسيط .. قال هنا سنجلس فــ اومأت برأسى موافقة فجلسنا ..
انتظرنا قليلاً حتى جاء شاباً صغير السن ينتظر فقلت له اريد قهوة مثلك ....
فقال اذا لك ماتريدى يا انت اذهب واحضر لها قهوتها واحضر لى شيئا آخر  ..
شعرت بالاهانة هل يستكثر على ان اتناول ما يتناوله ...؟
لم يبالى وما ان اتت قهوتى سحبها امامه واحضر لى كوب عصير كان قد طلبه وقال هذه لك ..!!
ابتسمت وراقنى ما جاء الى به حتى تناسيت قهوتى التى اردت ان اقلده فى شربها ..
ووجدتنى اراقبه وهو يتناول قهوته انظر الى تفاصيله لا اتكلم ولا يحدثنى عيناه ثابتتين على شىء ما خلفى ..
اردت ان اكسر الصمت بيننا فقلت له مالذى يجذبك خلفى ..؟
فقال الوقت ... ! الوقت يا مريمة قد مر وعليك الرحيل فأنتبهت واصابنى الحزن وقلت اذا على الرحيل ..
شخص بسيط جميل اود لو اننى قضيت مع من الوقت اكثر ...
اصر على ان يوصلنى استوقف تاكسى ثم ركبنا طال طريقنا ولم يتحدث لى ازددت فرحا حينما جلس بجانبى هذا كل ما اردت ..
يبدوا اننى لا اهتم لامره فقط بل اتعلق به !!
مر الوقت سريعاً رغم طول الطريق ثم قلت لسائق التاكسى انزلى هنا فودعنى ورحلت ...
تناسيت ان اطلب هاتفه لاتحدث اليه شعرت بالخجل ان اطلبه منه ولكننى فى المرة المقبلة سأطلبه دون خوف او خجل ...
انتظرت ان القاه ثانيا فى اسبوعى القادم لكننى لم اذهب فأمى مريضة ولم استطع ان اتركها ... تمنيت ان يصل الى ..
انتبهت الى هذا الموقع الذى ينظم الدعوة وبحثت عنه "عمر" ... لكننى لم اجده ...!
وبعد غياب ها انا ذاهبة للعرض وكأننى فراشة تطير بجناحين لاننى سألتقيه ... لكننى لم اجده !
وفى غيابه  كأننى طفلة غاب عنها والدها كأننى افتقدت جزء منى تشتت وتثبتت عينى افكر فيه فإذا به يدخل متأخراً كعادته ...
طرت فرحاً وددت  ان اخبره اننى انتظره واننى هنا لاجله لا من اجل العرض ... اشار الى من بعيد واشرت له .
فى الاستراحة ظل جالسا فى قاعة العرض ذهبت اليه جلست جانبه واطمئننت عليه واطمئن علىٍ ... وطلبت منه ان يصطحبنى مرة اخرى معه بعد الانتهاء فاليوم بدء العرض مبكرا وامامنا الكثير من الوقت ... تقبل الامر ... وبعد الانتهاء سرنا سوياً
 اخرج قطعة شيكولا من جيبه وفاجئنى بها وقال هذه لك ... لمعت عيناى حباً !
وقال مرة اخرى يامريمة الى اين تودين الذهاب .. قلت انا معك اينما تذهب لن اتركك ...
فقال تشبهيها يامريمة ... قلت من ؟ قال طفلتى الصغيرة .. قلت هل لك طفلة ؟ .. قال نعم كان لى ....
فأعتذرت وشعرت بالحزن لشىء ما داخلى ... ومضينا نكمل طريقنا ...
سألته هل هذا سبب الحزن فى عينيك ؟؟ قال وهل ابدوا حزين ؟ قلت نعم  .. قال ربما .. وربما هو الحنين ..!
وماهذا الكتاب الذى كُنت تحمله دائما معك فقال ... هى ايضا كُنت احملها وربما احمل احلامى ..!
قلت اخبرنى مابك تحدث انا هاهنا من اجلك .... فقال ليس لدى مايُحكى فلنستمر فى المضى اقتربنا من الوصول ...
مرة اخرى ذهبنا الى مكان قديم يبدوا انيقاً مثلة بسيط كطباعة جلسنا والجميع يلقون عليه التحية اظنه يأتى هنا كثيراً ..
باغته وقلت له اريد قهوة مثلك ... ابتسم وقال مازلت صغيرة يامريمة خذى شيئ آخر ... رفضت فقال كما تشائين ..
وطلب شيئا آخر واتى لى بقهوتى وهذا مافعله معى كثيراً بعدها كف عن تناولها وانا معه حتى ابتعدت عنها معه ايضا ..
هل لهذا الحد يخشى على الاخرين ؟!
تحدثنا كثيراً ومراراً ومضى الوقت بيننا ،، فى احدى المرات ترك لى هاتفه واخبرنى انه لا يحبه فلا تنتظرى ردى كثيراً .
ففعلت لكنه لم يتجاهلنى مرة !
سُررت اكثر حينما كان يطمئن على من حين الى آخر انشغلت عنه لمرض امى ومرت الايام ولم يعد يأتى الى العرض مرة اخرى واخبرنى انه سيكف عن القدوم ... واخبرته اننى لن اذهب بدونه ظننت انه سيأتى من اجلى لكنه قال كما تشائين واغلق معى وغاب !
هاتفه مغلق !!
ايام كثيرة تمر وانا اشعر كأننى اضعت حلم كأننى اضعت حياة وكأننى افتقد شىء منى ...
وقد اشتد مرض امى واخبرنا الطبيب ان ايامها قليلة  فـــ اعتدت البكاء كل ليلة.. شعرت بالاختناق واننى اود ان التقيه لاتحدث اليه ويحمل جزء من همى .
دائما ما كان يخبرنى انه اكثر ما يؤلمه ان يرى احد يتألم او يرى الوجع فى عين احدهم ... اخبرنى مراراً انه على استعداد ان يدفع عمره لقاء سعاده احدهم ... كان لى بمثابة الحياة كأنه سيرد الروح الى امى او سيكون لى كأمى ...
بشكل ما كان بطلى .. كان مُنقذى ... كان كل شىء يبدوا اننى احبه يبدوا اننى لاول مرة اشعر بالحب يدق بقلبى ..!
حاولت كثيراً ان اصل اليه وتركت له رسائل كثيرة عله يراها ويحدثنى ولم يحدث ...
ماتت امى ... وبلغ الحزن فى قلبى ما بلغ ...
اثناء جنازتها لمحت شخصاً اعرفه جيداً .. شخص تمنيت ان التقيه صدفه  كنت ادعوا الله ان يأتى ...
كان هو ..!!
لا اعرف كيف جاء اليه الخبر لكننى لم اندهش كعادته فقد كان يقرأ الاشياء قبل حدوثها ... كنت مضطربة .. حزينة ...
مرهقة الجسد انتهى اليوم وفى المساء حدثنى كثيرا يواسينى لم يتركنى لحظة كأننى لم افتقد شىء فى هذا اليوم ...
ظننت ان مايحدث لا يحدث الا فى الاساطير فقط كيف لرجل ان يُنسينى حزنى ؟؟ كيف له ان يسرق وجعى وهمى ؟؟
كيف له ان ينتشلنى من الحزن ؟؟؟
مر الوقت وتداوى جُرح الرحيل ... والتقيته امسك يدى واحتضنها واعتذر لى كثيراً حينما تركنى وحيدة قبل موت امى ...
بكيت وقد تجمعت كل الذكريات فى رأسى فأحتضنى !!
طفلة فى حضن ابيها احتضنى ولم يعرفنى الخوف او الحزن بعدها ابداً .. كُسرت كل الحواجز وحُطمت القيود بيننا ..
هو من فعل انا لا شىء لى وان لم افعل من قبل فلم اشعر بالاسى او الاسف تجاه مافعل كنت فى حاجة لان اشعر بالامان ..
لم اسئله لما فعلت ...
كنت فى حاجة لان اشعر بالحنان وقد اعطانى جرعة تكفينى لايام طويلة ....
امسك يدى واخذنى ورحل لم اسئل الى اين ولن اسئل ولا اريد ان اتركه ... مضى اليوم وانا فاقدة الشعور بالاوقات والازمان ...
مر وانا لا اتذكر شىء سوى هذا الرجل هذا القديس الذى سقط من السماء لالتقطه او يلتقطنى وحده القدر من وضعه فى طريقى ...!
اليوم اصبح دقيقة معه لم اشعر بروحى  الا وانا فى نفس المكان الذى تركنى يوم ان طلب ان يوصلنى الى منزلى ..
ودعنى ورحل ورحلت روحى معه وانتظرت بعدها كى يحدثنى هذا الذى سرق حزنى ..هذا الذى ترك لى فرحاً يكفى لسنوات .. انتظرته طويلاً ولم يأت ..!
يُتبع .
 NOUR BAKRY



هناك 8 تعليقات :

  1. مسمهوش عمر اسمه نور دى صفاته كلها وياترى مريمه احببتها لانها تشبه طفلتك؟؟

    ردحذف
  2. ومين اللى قالك ان اسمه نور ؟؟!! ومين قالك ان القصة بطلها انا اصلا !!

    ردحذف
  3. جميل . كمل

    ردحذف
  4. قصة واقعية ولا كلها من وحى الخيال ؟؟

    ردحذف
  5. وهتفرق معاك ايه ؟؟!!!!

    ردحذف
  6. بسال هو السؤال حرام

    ردحذف