وفى محاولة عابثة منى فى احتواء ذاتى واحتضانها ابعدت سجائرى بعيداً لانها لم تعرفنى وانا طفل ...!
اغلقت اضواء غرفتى محاولاً ان اصنع الشتاء فى بيتنا القديم حينما كنت اتسكع من حجر جدتى الى حضن امى الدافىء ...
هذه المرة لم يكن حضن امى ملاذى لم تداعب يدها ظهرى لانام بل كانت غرفتى  هى ذلك الدفىء  المصطنع ..
الان وقد صرت رجلاً يخجل ان يرتمى بـ احضان امه خشية ما اخشاه عليها وليس على .!
احضرت مدفأة وانا فرحاً كأننى سأجلس اليوم بحجر جدتى هى واصدقائها على باب بيتنا القديم حيث كانوا يجلسون ...
حسبت اننى سأرى مصباح وحيد فى آخر حارتنا ينير بصمت ،، حسبت اننى سأعود لهدوء قريتنا الصغيرة ...
حسبت اننى سأستمع الى حكايات فشل المؤلفون فى سردها وقصها على مسامعنا ... حسبت اننى ســ اتوارى خلف شال جدتى من لسعات البرد التى تأتى بين حين وآخر ...
حسبت اننى سيغلبنى النوم لتنادى جدتى على امى لتأخذنى واغفوا بين احضانها ... حسبت اننى سأعود لهذا الدفــء .
حاولت عبثاً ان الملم بعض ذكرياتى ورغما عنى احيا فى طفولتى ..
ورغم المحاولات الكثيرة من اليأس لافشالى كنت اشعر بالفرح كنت اشعر ان هنالك شىء جميل ينتظرنى ...
تخلصت من كل مايدور برأسى وابتعدت عن الاضواء العالية وجلست على سريرى انتظر ان يعود بى الزمان ..
لكنه لم يعد !!
قمت فى محاولة  اخرى محاولاً انجاح خطتى البائسة فأحضرت جهازى وبحثت عن شىء قديم يجذبنى ...
اقلب صفحاتى كى يعود الزمان ويتوقف الوقت لساعات طويلة هناك فى هذا الجمال ...
جذبتنى مقطوعة موسيقى احبها .. ساعدتنى كثيراً فى التأقلم والعودة للوراء ....
عدت ثم عدت وازددت فرحاً بما اشعر به كنت غارقاً باحساس تعشقة روحى كنت منتشياً به ... اغمضت عينى ..
شال جدتى ،، هذا الهواء البارد ،، تلك الحكايات الجميلة ،، بيتنا القديم ،،، امـــــــى ،، العابى الصغيرة ... الشتاء ورائحة المطر ...
عدت الى هذا الزمان واصبح الكون كله بين يدى لا اريد منه شىء الا دراجة صغيرة طلبتها من ابى كثيراً .. تلك احلامى !
لا اشعر بالوقت ولا اريد العودة لهذا القبح الذى اراه  واعيشه .. تماديت فى حلمى جلست فى حجر جدتى وجائت امى لــ لتحتضننى ...
مددت لها يدى لكنها هذه المرة لم تحملنى بين ذراعيها ولم تقوى ... فقط وضعت يدها على رأسى وقالت مابك ياصغيرى ..؟!
عدت من حلمى سريعاً وعدت الى شبابى ورجولتى ولم يتركنى الطفل ابداً ...

http://www.youtube.com/watch?v=VoErwUJQglo