Translate

الأحد، 26 مايو 2013

كان آخر لقاء لى معها اشتكت كثيراً منه ومن زوجته التى لا تبالى بوجودها وتسىء معاملتها .. كنت احب الجلوس معها لنتحدث ويبدء الشقاء الذى سكن وجهها فى بث ذكرياته داخلى  كانت ذكرياتها جميلة تشبه تلك العجوز ولربما اخطأت حساب عمرها فهى لم تكن عجوز بل الشقاء قد تخطى عمرها ... مرت ايام واصابها المرض زرتها اشارت بيدها ان ارحلوا لا ترهقوا انفسكم بالمجىء مرة اخرى ولا كتب الله عليكم مثل ما انا فيه ... رحلت وفى الغد جائنى الخبر توفت العجوز ... حضرت على عجل احمل جزءاً من نعشها ممسك بالكلمات والذكريات التى حدثتنى عنها ... امام قبرها كان لها اخاً يكبرها باعوام ظل يبكى ويخبرها بصوت عال ان وصيتها قد نُفذت ... حملت جزءاً من الجسد الى قبره ثم اصابنى الاختناق فتركته وتراجعت فجأة لم استطيع ان انزلها .. ورحلت ..
عدنا وقد اصر صديق لى ان نعود الى بيته نحن وابن العجوز الوحيد جلسنا قدم لنا الطعام ابى الجميع ان يأكل هدء من حزننا وصبرنا ببعض الكلمات فأكل من يستطيع واعرض من اعرض عن هذا ومرت بضعة شهور قليلة ... وهاهى زوجة الابن جثة هامدة !!
حادثة اودت بحياة ابنة العشرين  ظننت انها لعنة الام المظلومة او دعوة اصابتها اسدل الليل ستارة وهذا كفن مغطى بالدماء تحمل فى احشائها طفل صغير حملناها هى الاخرى خذ امانتك اُخذت تركناها وحيدة فى ليلها ورحلنا وجاء صديقنا اصر ايضا على ان نعود الى بيته فى تلك المرة وقد جمع شملنا كثيراً فى مثل تلك الظروف عدنا والحزن يملأ ارجاء قريتنا تشعر ان الاشجار تبكى وانتهى حزننا مع الايام ... مرت بضع شهور قليلة وقد جاء هذا الاخير ماجاء طلقة حمقاء سكنت قلبه الحنون فسقط غارقاً فى دمائه مرة اخرى خبر كالصاعقة مات لم اقوى على ان اراه جزء من قدمه ظهر لى فالتفت بعيداً وفى المساء حملنا صديقنا وقد عدنا لم نجد من يصر على ان نعود لبيته ... لم يرتدى سترته الجديدة التى طلبها منى واحضرتها له ولم يصر على ان نعود معه لبيته الجديد فلاحقاً سوف نرحل اليه واحداً تلو الآخر ... كان لكل هؤلاء حلماً روى وتحقق،، للموت رائحة مميزة اعرفها جيداً ..
وربما فى الغد اكون على اعناق هؤلاء واصبح صفحة فى دفتر ايامهم .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق