Translate

الاثنين، 18 مارس 2019

منذ ثلات أيام امكث في البيت مستسلماً مرهقاً وجسدي ممتلئ بالبرد  ..  كل ما يجب أن أفعله مؤجل لحين إشعار آخر ، كل يوم ارتدي ملابسي ثم أمضي اقطع جزء من طريقي فأجدني لا أستطيع أن أستمر فأعود للبيت مصاباً بالدوار واوجاع جسدي .. في صباح يومي إرتديت ملابسي ثم مضيت فوجدتني لا أستطيع أن أستمر قررت أن أعود ليوم آخر..
باغتني صوت زقزقة صغير فبحثت عنه فإذا هو قط صغير لم يكمل أيام قليلة في الحياة ، قلت هكذا اذا لربما هناك حكمة ما من مجيئي الي هنا كي أنقذ قط مسكين ضعيف صغير كهذا ، ماذا إن كنت انا هو لوددت أن يُنقذني أحدهم ولرغبتي فالحياة  ..  لم يكن هناك دافع لهذا سوي أنني أردته ان يعيش لم تعتريني مشاعر الإنسانية الزائفة ولم أكن أبدو كشخص كيوت رقيق القلب .
بل كان صغيراً ضعيفا يحتاج لرعاية أو هكذا أخذته وفقط بعد أن بحثت عن إخوة له أو أم تتجول فلم أجد...
عدت بالرضيع وارضعته ثم وضعته في الشمس قليلا كي يتخلص من حشرات كانت به ، في طريقي لإنقاذ قطي الصغير قتلت نوعين من الحشرات فقلت في ذاتي اي مرقعة تلك فلم أسترسل أدركت أننا لا نفعل شيء من تلقاء أنفسنا هل كانت إنسانيتي حاضرة حين رأيت القط وغائبة حين قتلت حشرتين؟!
هكذا بمنطق اللامنطق أُقتل هذا من أجل أن يحيا ذاك!
لا أدري لربما لأنني أحب القطط قد أخذته دون تفكير ..  صغيري هذا الذي كنت سأعتني به والذي أخذته كي انقذه من شرور العالم ومن الضياع تلاشي إحساسي تجاهه منذ ساعة كان شعوري بأنني فعلت الصواب يحتل قلبي  ..  لم أكن أدري أنني احمله للموت بيدي فقد صار طعام لصقر أو هذا الغراب الذي يأتي كثيراً عند الجيران...
لم أجد قطي الصغير واصابتني خيبة امل كبيرة لما لم اتركه ، كان يصرخ من أجل أن ينقذه أحدهم رغبة فالحياة فمن يُنقذ الصغير من بين مخالب لا ترحم!
لم اتعلم درساً واحداً مما فعلت ومما حدث فالحياة هي الحياة لا منطق هاهنا ولا قانون .
سمعت صوت نواح الغراب فقلت هاهو "زغلول" قد جاء هكذا كنت أناديه حين يأتي وكنت احبه واتسائل لما هو مصدر شؤم للكثير رغم ذكائة؟ !
حتى وإن كان بريئا صار لزاماً على أن أحضر بندقية كي اغتال هذا الزغلول كي لا يسلب حياة أخرى ضعيفة وعلني ظالم له لكن كان جُرمه أنني سمعت صوته قبل أن افقد صغيرتي...  هكذا هي الحياة لابد أن تستمر ما تسلبه يُسلب منك وما بين يديك ليس لك..
سأكف عن التدخل فيما لا يعنيني بعد أن اغتال زغلول الكلب.


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق