Translate

الجمعة، 7 أغسطس 2015

في إحدى غرف بيته الطيني جلس وحيدا ..
هناك بالخارج بعض البيوت تبعد عن بعضها مسافات كبيرة وما بينهما مساحات من الخير الأخضر ..
ضوء لمبة الجاز يعلو وينخفض ناثرة معها الخوف في كل مرة .. وصوت الهواء الذي يتسلل بين الاشجار ويبعث في نفسه الرعب ..
قطرات المطر التي تُذيب جزء من بيته وتسقط من أعلى السقف .. ويُذاب جزء من القلب معها ..
هذا الجزء المنسي من الكون وهذا القلب المنفي ..
كان صديقنا فتى نحيف خجول لا يتحدث كثيرا ثم إنه لا يملك أصدقاء إلا بعض أبناء قريته الصغيرة ..
همس الرعب في أذنه وبهفوة من هواء الشتاء البارد انطفأت لمبة الجاز التي كانت بمثابة أمه التي فقدها ،، قد كانت تحجب عنه الخوف !
ظل مكانة جالسا لا يتحرك ظناً منه بأنه يخدع الأشياء حولة ،،، كأنه لا وجود له ..
رعدت السماء فانتفض خوفا ،، وكأن كل الأشياء حوله انتبهت ولا حظت وجوده ...
ارتفعت دقات قلبه وارتعدت أطرافه خوفا .. فلربما تخطفه أمنا الغولة ولربما دله عمه على مكان أعواد الكبريت ..
كان صديقنا الخائف يملك أسرة سعيدة قبل أعوام قليلة ما لبست ان تشتت وفُقدت ..
ماتت أمه دون سابق إنذار للمرض ولم يدرك أباه ..
أما جدته قد فقدت عقلها وألقت بنفسها من فوق البيت الطيني ومالبثت أن فرغ الجسد من دمه وماتت ..
لم يبق له سوى عمه الذي كان يحبه ،، في الحقيقة هو لم ولن يحبه لأنه لم يكن إلا شبح بغيض يستمتع بإثارة الخوف في نفس الصغير .. قبل سنوات أشعل عمه النار في جسده وتخلص من حياته ،، وفي كل ليله كأن يأتي شبحا يصرخ من شده الألم طيلة الليل حتى الصباح ،، وبعضهم أقسم أنه رأى جسدا مشتعلا يصرخ ويركض .!
انطفأت لمبة الجاز وارتعد الصغير فعلمت كل الأشياء حوله به ..
تسللت يد في الظلام لتداعب كتفه فالتفت مسرعا وشهق ..
ثم كان هذا الضوء الذي يبدو أنه مُنقذة أحدهم يحمل شمعة يقترب منه رجل طويل القامة يملك رأس كبيرة واذنين مدببتين لديه عين واحدة في منتصف رأسه ولا يملك فم .. تسمر الفتى مكانه وأخذ بالبكاء ومازال هذا الغريب ممسك بشمعته وكأنه لا يراه ومنشغل بالبحث عن شي ما كأنه فمه الذي لا يملكه ..
انكمش صديقنا واغمض عينيه خوفا ،، فطارده وجه القبيح في خياله ،، ثم كان هذا الانين شخص كأنه يتألم .. لم يفتح عينه خوفا لكنه أدرك أن ذو الوجه القبيح يتحسس رأسه .. ثم تقابل الوجهان ..
ذاب قلب صديقنا خوفا .. لكنه لم يتنفس حتى تركه ذو الوجه القبيح .. سمع صديقنا صوت خارج بيته فبث في روحه الأمل والطمأنينة .. واختفى الضوء وصاحب الوجه القبيح ...
خرج صديقنا مسرعا يصرخ حتى وجد أمامه شيخ القرية يهدأ روعه ويسئله ما به ..
ظل يبكي وقد حكى للشيخ كل ما رأى .. فضحك الشيخ وسخر منه وأخبره أنه كان خائفاً وأنه كان يهذي ... اطمأن الفتى ثم أخبر الشيخ لا تتركني ..
اومأ الشيخ برأسه لن اتركك ..
ثم أخذ يحدثه عن شي كان يحدث بالقرية قديما أنه في زمن الأجداد قد جاء سبعة رجال غرباء ..
لا يحدثون أحدا ولا يختطلون ..
وذات ليله سمع أهل القرية صراخ وعويل فخرجوا مسرعين ..
فوجدوا هؤلاء الرجال قطعا ،، كأن هناك من تفنن في تعذيبهم منهم من قُطعت رأسه ومنهم من قُطعت أذنه وانفه ومنهم من أخرجت احشائه ولكنهم كانوا مازالوا أحياء واخبرونا لأول مرة عن رجل يئن في الظلام لا يملك وجها قد رأوه هو من فعل بهم هذا ..
ومن حينها يُقال أن هناك روح تتشكل لتصيد ضحاياها لكنني لا أصدق هذا يا بني فهل تصدق ?
اجابه نافيا صديقنا ،، ثم إنه لم يدرك انه ابتعد عن منزله ..
أمسك صديقنا بيد الشيخ خوفا ،، ثم أطبق عليها العجوز ..
كان يداه ناعمه كثيفة الشعر ،، أصابعه طويلة واظافرة متسخة ،، نظر إلى قدميه فوجده حافيا وقدماه لم يكد يراهما من شده سوادهما في الحقيقة لما يكن يملك قدما اصلا .. التفت إليه الشيخ مبتسما . ..
يملك شعر كثيف ،، وفم اسنانه طويلة يتساقط اللعاب منه ،، وعين واحدة دائرية تتفحصه وتطوف حبه عينه يمينا ويسارا ... ثم بدأ يئن .
................................

مش مقصودة بس ده اسمه تهجيص ،، فضي ،، قلة نوم ..
سموه زي ما تسموه .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق