كان صباحاً جميلاً حين مررت بهذا العجوز على حماره مبتسماً لي قائلا صباح الخير يابني يسر الله أمرك ، كلمات بسيطة ساهمت في تعديل مزاجي السئ متسائلاً لماذا لا يكون الجميع بهذه البساطة وهذا الجمال !
منذ مدة وانا اعتاد أن ألقى السلام على جاراتي في الصباح حين أمر عليهم هم آخر ما تبقى من رائحة القدامى ، فترد سيدات الأبواب السلام ليس بالسلام بل
سلام عليكم = صباح النور بلغة جدتي .. ثم اعتدت هذا على جميع جاراتي حين أمر القى السلام ثم اغمض عيني كـ أبله صغير وأنتظر صباح الخير أو مساء الخير فأعود طفلاً صغيراً في حِجر جدتي في حارتنا المظلمة واسمع نبرات صوت نُقشت داخلي ، لم يبقى إلا أن أقول العواف فترد أحداهن الله يعافيك ... كانت بسيطة الحياة وجميلة..
أبدو لجاراتي صغير إبن بيت مغلق ومدلل بين الجيران يحبوننا كوننا نحبهم ولا نختلط بهم فقط على هذا الحال يحبوننا بشدة!
ربما تحية صغيرة كتلك تعيد احياء الكثير داخلي ، ثم بعد قليل يأتيني اتصال من سائق يعمل معي فيلقي تحيته صباح الفل يارئيس أو صباح الورد يا قائد بلغة تُشعرني أنني قائد عصابة أو مافيا هاربين في حواري إيطاليا!
فتضطرب روحي قائلة تبآ للجميع وللتكنولوجيا وللحداثة.