Translate

الخميس، 19 يوليو 2018

تلك الأصوات التي تعود بي لطفولتي في الصباح ، لا أريد أن أذهب إلى المدرسة وأبكي ثم تطوف لأيام عملي وتمر لأيام جيشي ومعاناة روحي مع الصباح.
انا لا احب هذا الوقت من اليوم وابغض أصوات مقرئين الصباح في إذاعة القرءان ، لا بغضاً لهم ولكن للذكريات وما أشعر ... لشمس الثامنة صباحاً وقد صارت شابه قوية لا أدري كيف ومازال الصباح وليداً !
لوجوه العاملين الغاضبة ولطابور المصالح الحكومية ولوجوه هؤلاء القائمين عليها  ، لنسمات الحر واقتراب الانتهاء ..
لدروي أثناء عملي في الثانوية ولحمل اليوم الذي ينتهي مع العصر ليداعب وجهي هواء بارد...
للروائح المُقسمة على الأماكن صباحاً ولا تشبه أحدهم الأخرى باختلاف الأماكن .. 
للمرضى في المستشفيات هؤلاء الذين يسعون باحثين عن الشفاء والصحة وفي عيونهم المرض والعجز...  للروتين ولعربات الطعام على الطرقات....  لكل ما يمتزج بصوت قراء الصباح ، لكل هؤلاء المُقصرين ..لحكايات الصبح التي حدثت مساء البارحة  ، وللمغامرات والأحلام... للذين يتركونها صباحاً كي يبدأ يومهم بكلام الله ، لسائقي الباصات في الصباح ورائحة السجائر والعطور الرديئة  ، للعاشقين الهاربين من بين قلم وكتاب ...  لخلافات الصباح السخيفة ولهذا الكمسري الذي يبدي شجاعة مفرطة كيف له أن يكون هكذا؟!
لبائعي الخضار في الأسواق ولربات البيوت بملابسهم السوداء ووجوههم العابثة ... للمُهملين الذين ينسجون أملا بهذا الصباح...  للعجائز ، وللذين يكون لهم الصبح ميلاد جديد... 
ولروحي التي لاتُطيق ولا تحب تلك الساعات لا أدري لما... 
انا أبغض أصوات هؤلاء القراء بشدة وابغض هذا الصباح في بلادي ومحاولات الملايين ليوم أفضل ليس هنا يارفاق يُصنع صباح أجمل.. للكادحين وأبناء الذوات وللمباني المتهالكة ولدورات مراوح السقف في مكاتب البريد! 
يعلم الله أنني لا أجد أحدا مثلي يحب القرءان وسماعه ولكن ليس لهؤلاء واتمنى ان تُمحي أصواتهم من سجلات إذاعاتنا واعلم يقينا أنني وحدي من يشعر بهذا وأن الجميع يحبونهم حبا جما. 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق