Translate

السبت، 10 أكتوبر 2015

كانت حارة صغيرة تضم ابناء الجيران كلهم ،، هذا المكان الذى لا يسعنى الان ان امشى به وفى يدى صديقاً !
قديما كانت قريتنا تملك روح الطيبة روح البساطة هذا الجيل الذى رحل ولم يبق منه شيئا كان اكثر جمالاً ..
اوراق الذرة التى كانت تتساقط من اسطح البيوت الطينية فى صيف لطيف .. وهذا الهواء الخفيف الذى يترك الارض ناعمة ..
العاب الاطفال التى اختفت الان !
مشاجراتنا واحزابنا !
جدتى التى كنت اراها الدفىء فى الشتاء .. تجمعها مع الجيران على باب احد المنازل حكاياتهم التى لا حصر لها ،، بساطة القول والفعل .. جدتى التى كانت تتربع لاضع رأسى على ارجلها وسط هؤلاء الكبار حتى اذا توغل الليل اسدلت شالها على جسدى الصغير كى لا يصيبنى البرد ،، كُن هُن التاريخ كانوا هن البيوت والدفىء .. كانوا هن المصابيح التى تضيىء البيوت والشوارع !
عن تلك الجارة التى كانت تنادينى فتعطينى مثلما لابنائها ارغفة العيش والجبن !
عن هؤلاء الكرماء ،، عن جيل تستحى منه البساطة ،، عن هؤلاء الذى رحلوا واصبحوا رماداً ،، عن اصواتهم التى استبدلناها باصوات السيارات رحلوا وتركوا لنا ضجيج الآلات !
عن جيل اُقسم ان لون الشمس تغير بعد رحيلة .. رحلوا وتركوا لنا اجيال مائعة لا لون له ولا طعم !
رحلوا ورحلت معهم بيوتهم الطينية ،، رحلت معهم دوابهم ،، رحلوا وقد فقدت الارض ملامحها فلم تعد خضراء كما كانت !
رحلوا وايضا رحلت قريتهم معهم لم تعد قرية ،، لم تعد تملك من البساطة والحب شىء ..
رحلوا واحتل القبح كل شىء وكل شبر فيها ...
فــ الى هؤلاء الرائعون البسطاء انتمى  ،، منهم تمنيت ان اكون ،، فى زمانهم تمنيت ان اولد .
فما اقبح هذا الزمان .!



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق