هذه الدقائق التى اسرقها لاجلس مع امى واخوتى لا تكفينى رغم اننى لا اجد ما اضيعها فيه ..!!
حينما اتى ليل كئيب نظرت الى البيت .. البشر هم روح الاماكن ان رحلوا فقدت الاماكن رونقها وجمالها ..
تفكرت فى بعض الجيران اين رحلوا ؟ تلك الموت الذى لا يترك اثراً ورائه فى كل مرة يأخذ روحاً تحيى مكاناً وتترك اثر فى نفوسنا نحن ! ؟ صارت الاماكن اكثر وحشة دونهم وتذكرت ابى وامى ..!!
تلك الغرفة التى امتلأت باصواتهم .. كوب الشاى مسلسل يجتمعون سوياً ليشاهدوه بعدما صار ابنائهم رجالا يسعون فى الارض يبتغون الرزق .. نظرت اليهم وتخيلتها دونهم .. شعور غامض لا وصف له سأجلس واتذكر هاهنا كنت اضحك مع امى ..!!
ها هنا اضحكت ابى ،، ها هنا جلسنا نتحدث حول امر ما ،، ها هنا طُرحت قضية للنقاش هاهنا اعياد ميلاد الاحفاد ها هنا كانت الروح فأين ذهبت ؟؟؟
شعرت بالكآبة تدب فى زوايا البيت هم نعمة لن نشعر بها الا حينما نفقدهم ،، تذكرت مرض ابى وكيف كان البيت كئيباً غريباً ..
فهل سيمر الليل دون ان استيقظ على صوته وهو يقرأ القرءان لاخرج من غرفتى مداعباً .. "اخفض صوتك يا انت لا تقرأ هنا فى الاذاعة" فيضحك ويخبرنى ركعتين الليل خير من الدنيا ومافيها ... فاعود لانام !!! هل سيأتى هذا اليوم الذى لا اجده فيه ؟؟
سأفتقد صبره وطول باله سأفتقد حلمه وطيبته سأفتقد حكمته واحاديثه عن الآخره وثوابها ...
هل يا امى سأعود من عملى فلا اجدك تنتظرين والنوم يملأ عينيك .. فــ اخبرك اذهبى للنوم سأعد طعامى فتجيب وهل يأتى النوم الا وانت فى البيت بأمان ..!!
هل سأفقد كل هذا ؟؟؟ هل سيرحلون ويتركوننى اصارع الافكار ويجذبنى الحنين ؟؟؟
اذا كنت اشتاق للغرباء ولا انساهم فكيف بهؤلاء ؟؟
حقيقة لن اجد من يدعوا لى بصدق بعد موتى سوى أب حنون وأم فقدت من سكن احشائها !!
اتمنى ان تصيبنى دعواتهم وانا فى قبرى ولا تصيبهم دعواتى وهم فى قبرهم لن اتحمل جُرح آخر .
# تفكير بائس