Translate

السبت، 12 يناير 2013

انا مش هكتب حاجة تانى قريب  ....
بس هنزل لـــ اخواتى ... الشيخ احمد اخويا وكلامة الصعب ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في البدء كانت خاطرة، ثم كان حوار صامت، ثم وُجد الباعث على البوح، فكان أحدهما كالمطر يريد أن ينفلت من بين 
الغيوم، وكان الآخر كالأرض التي لم تذق طعم الماء منذ طوفان نوح. وكان شرق وغرب، وكان شمس وقمر، وكان قبض وبسط، فاستحال البسط وجدًا، ثم صبابة، ثم سقمًا، واستحال القبض بسطًا، ثم فكرًا، ثم شوقًا، ثم وقف العقل بين القبض والبسط، ينازع القلب في الانفلات إلى مدارات البوح، فيغمط العقل حق القلب تارة، وتارة أخرى تغالب تباريح القلب قساوة العقل. ثم كان القدر؛ ففرق بين القلب والعقل دون أن يميل إلى أحدهما، لكنه قطع وشائج الوصل بين القبض والبسط، فكانت ظلمة وليل، والليل وعاء الأرق، وكينونة السهاد، ولوعة الترقب للذي سيكون وقد لا يكون، والايجاد في الليل بعد العدم ولَّد النور، فكان ضوء لكنه ضعيف كخيط العنكبوت، ثم كانت الريح، والريح أخوفُ ما يخافه الظاعنون إلى أفلاك الأحبة على خيماتهم، لكنها حركت غيمات السماء فانهمر المطر، فأغرق، لكنه لم يُنبت الكلأ، وكيف يُنبت والأرض التي كانت مواتًا تنتظر البعث؛ خشيت أن يخالط الشوك الكلأ؟!! فأمسكت عن إظهار مكنونات باطنها، لا مخالفة لأصل الذي كانت فيه راغبة؛ بل لأنه قد يكون في الانبات مهلكة البتر بعد الاستواء. وكان قلق واضطراب، وكان إقدام وإدبار، وكانت رغبة جامحة، يقابلها احتواء للذات كالزيت في المسرجة. وكان شكٌ ويقين، والشك ينفي الطمأنينة كما ينفي الكير خبث الحديد، ويبعث على الجنون بعد التعقل، واليقين درجات تتبع بعضها بعضا، وتحقق الأولى لا يعني بالضرورة أن تكون الأخيرة مثلها، بل قد ينفي التحقق الأول درجة الإدراك بكمال الأخيرة.
ثم كان موتٌ، وموتُ مضاد.

أحمد بكري
31/12/2012

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق