Translate

الخميس، 2 فبراير 2012

ساعة من يوم ..

الحادية عشر ظهرا ،، وقفت طويلا امام دولابى اقلب ماذا ارتدى اليوم ؟؟
وبعد عناء اخترت ما يناسب يومى وما ان استعددت للرحيل استوقفنى احد اقاربى كان يزورنا  هل انت ذاهب لعملك قلت نعم قال انتظر سنذهب سوياً .. وكعادتى اصحوا من نومى مضطرب الاعصاب لا اريد ان اصاحب احد لكنها الظروف شاءت ..!!
تعدينا بلادنا وبينما نمر على محطة القطار استوقفتة واعتذرت لة وقلت اننى سأنزل هنا ودعتة ورحلت ...
رحلت لامارس هوايتى فأنا لست راض عن حالى وعن نفسى  اجلس بمحطة القطار لاترقب وجوة الناس اشاهد الجميع ويكون ثمار هذا ان احمد ربى كثيراً وارحل وانا راض ،، تختلف الوجوة كان المكان مليئا بالجنود ،، جنود جيشنا المغلوب قهراً .. انظر اليهم اغراب والحزن يملأ وجوههم قبل قلوبهم قطار يمر وآخر بعدة وانا اترقب اكوام البشر التى تلحق بتلك القطار اترقب الاهانات لهؤلاء الذين سيخدمون وطنهم الذى لم يخدمهم بشىء سوى بالضياع واهدار الكرامة  .. لا احب الانكسار فى وجوههم اشعر بالذنب حينها .. جلست بجوار احدهم لامازحة الى اين انت ذاهب (يا دفعة )؟؟
اجابنى لا (ادرى) .. بداية تؤرق ..!
احقاً لا تدرى ؟ نعم انتظر قطار ما سيمر وارحل معة ،، قلت لة اتعلم انا انتظر اليوم الذى اصبح فية جنديا مثلكم اريد ان اكون عسكريا ارى ان الجيش يصلح ما لايستطيع احد اصلاحة ولدى الكثير اريد اصلاحة ..!
ضحك ضحكة عالية واجابنى .. "ياباشا" انت مش هتتعب احنا اللى لينا ربنا ) .. اصابنى الخرس وبعد قليل نطقت كلنا لنا الله يا اخى لست وحدك اولست راض انت عن حالك ؟ اجابنى بلى انا راض لكنى لم اكن اريد ان اصبح جنديا اريد ان اعمل واتزوج وارى حالى ..
قلت لنفسى اهذة بدايتك ونهايتك ؟ لخصت كل احلامك وحياتك بتلك الجملة ؟ كم يلزمنى من الوقت لاصبح مثلة ؟
اتمنى ان اشعر بالرضا لهذا الحد عما انا فية ..!
عدت احادثة يا اخى لا تدع الغُلب يغلبك كن صامداً لماذا اراك تتحدث بانكسار ؟؟ لما تلك النبرة ؟؟
اجابنى اراك تحادثنى كأنك اكبر منى انت بمثل سنى..!!
اعتذرت لة انا لا اقلل منك يا اخى انا فقط امازحك ،، لم تمازحنى انظر حولك كل هؤلاء الجنود ان تأخروا سيعاقبون وانت تمزح ؟
اجبتة لا تعاقبنى انت بكلماتك يا اخى وانت وهؤلاء افضل منى حالا انت لا تدرى ... نظر الى بإزدراء وقال ارى هذا انى افضل منك حالا .. لعلك اعمى ..!
وددت ان اعرض علية يأخذ حياتى وافكارى وابادلة حياتة وافكارة البسيطة امستعد لهذا ؟
كل هذا وصدرى يضيق بى وبما ارى ،، سئلتة اتدخن يا صديقى اجابنى لا " السجاير غليت " !
مرة اخرى اسئلة هل انت خائف اجابنى نعم !! ولما ؟ قال لا ادرى اشعر بالخوف حاولت ان اطمئنة لكن علمت ان لا جدوى مما سأفعل تركت ما يدور برأسى وانشغلت بهؤلاء الجنود المقهورين عدت مئة عام كاننا فى حرب عالمية تشبة حروب هتلر وفقر الجنود وضعف اجسامهم  ،، انشغلت بهؤلاء البشر لان حياتهم بمكان آخر لا تليق ببشر ومع هذا احلامهم بسيطة ورضاهم عن احوالهم كبير قلت لة انا احسدك ،، نظر كأنة يجيب وانت "احمق ، ساذج ، وابلة " مالبث ان انتهى واجاب على ماذا ؟ قلت عن حالك احسدك وعن رضائك وقناعتك احسدك لم يفهم وصمت وصمت معة .
وبعد قليل صرخ فى وجهى وقال جاء قطارى وسأرحل الان .. برعب سئلتة هل تريد شيئا الديك ما يكفيك من المال لسفرك صفعنى بنظرة كرامة وقال نعم  .. لوحت لة فى رعاية الله يا صديقى لم اعرف حتى اسمك لكن ارحل ولا تخشى شيىء كن قويا ..
كل ما مضى لا يعنينى لفت نظرى لة وهو يرحل .. حمل كيساً بلاستيكياً بيدية النحيفة كان شفاف يحمل ملابسة داخلة صُدمت لما رأيت .. وتذكرت نفسى منذ قليل بكل غباء وبكل سخط وبكل حمق كنت اقف لارى ماذا سأرتدى وتذكرت شنط سفرى الكثيرة الضخمة وملابسى التى لا حصر لها مرت احوالى امامى  وشتان ما بين هذا وذاك .. جئت مُحمل بشيىء وسأرحل محُمل بكآبة المنظر محُمل بعقد لن اتخلص منها قريبا قلت لنفسى هل سأكتف ذات يوم وارضى ؟؟؟؟
تذكرت كلمتة ( لعلك اعمى) .. حقاً يا صديقى فأنا كذلك .. رحلت وانتقلت من ضيق الى ضيق من هم الى هم وغم نسيت حالى وصابنى ضيق وجوههم ما كل هذا الانكسار وما كل هذا الخوف ولما ؟
لا احب ان ارى هذا فكلنا بشر فلماذا ؟؟ لماذا اصبحنا نفرق بين هذا وذاك لمجرد التفرقة فقط  ما ذنبهم ؟
رحلت وانا منشغل بتلك الطبقات المطحونة غلباً وقهراًُ وفقراً وذلاً ومع هذا هم راضون ويحمدون ربهم على ما هم فية  ... وتذكرت قول حبيبنا (اللهم احشرني في زمرة الفقراء والمساكين ) لعلنى الان فهمت شيئاً ،،
فـــــ الله لكم ولى انا الآخر فلا اتحمل ان ارى هؤلاء ويغلبنى حالى الا امد يد العون لهم وان فعلت فلن اكفيهم جميعاً
فيا اخى علنى لم اذكر الكثييييييير من حديثنا وما رأيت لكنى اشكرك اينما كنت ..
تُرى لو كنت سئلتنى عن حالى بماذا كنت سأجيب ؟؟؟
اظنك رأيت ..!!!
 واريد ان اخبرك شيئاً  ... انا حقاً اعمى !!

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق