Translate

السبت، 8 ديسمبر 2018

كنا نصنعها من جريد النخل ، وكانت العابنا تُشبه المواسم في قريتنا حين يحل الصيف له العابه وللشتاء اخري ..
لم اكن تجازوت السادسة حينها وكنت أنا مُغرم بتلميذة أبي وابنه صديقه التي تأتي للبيت ليشرح لها منهج الجغرافيا حباً لأبيها  ، كنت اتظاهر بالنوم في غرفة الاستقبال حتي تحملني وتُدخلني لأمي وسعيد انا بين ذراعيها ، كنت انتظرها وإن لم اتظاهر بالنوم اداعبها من خلف قضبان النوافذ ..
صنعت إحدي العجلات لنفسي من غطاء زجاجات البيبسي وقد بالغت في إطالة العصاه من أمام كانت بارزة وغير متساوية عند قطعها بالعرض بقطة اخري صغيرة .. قريتنا حينها لم تكن تعرف الصرف الصحي وكانت النساء تُلقي بالماء الزائد أمام البيوت وكان هذا يتسبب في صنع بؤر دائرية كحفر صغيرة في الأرض ويجعلها غير متساوية ، وفي سباق مارثوني بين اطفال الحارة كُنت انا احد ابطالها واحمل داخلي كل دوافع الفوز علي الجميع .. عد الحكم عدده كي ننطلق ..
1
2
3
وانطلقنا كالسهام كُل منا بعجلة من صنعه ولسوء حظي اصطدمت مقدمة العصاه البارزة بإحدي حُفر حارتنا .. وافلتت يدي ودخلت في بطني لكنها لم تخترقها بل رفعتني واسقطتني علي وجهي مباشرة دون رحمة من مسافة ليست قصيرة .. وجهي حينها لم يكن يُري منه سوي عيناي واسناني مُدمي من اثر خربشات الأرض لي .. هذا ولم يكن كل همي إلا كيف ستراني محبوبتي وتلميذة ابي بوجه كهذا مشوه ؟!
كنت ابكي ليس ألما بل حسرة عليها 😂
اختفيت مُدة أراقبها من بُعد دون ان تراني وإن تسائلت عني تُخبرها امي اني مع الصبية امرح ..
تعافيت وقابلتها مراراً وإنتهي العام الدارسي ثم ظهر حب آخر بعدها صديقة اختي الكبري .. مازلت أتذكر ملامح وجهها الجميل ..
يبدو انني كما قالت لي أمي .. مُرهق أنت في ذوقك ورؤياك ولا يعجبك إلا ماتريد .
في الثانوية كانت تدخل لي مُعلمة جميلة وحين تدخل تُناديني بإشارة من يديها وتقول لي أخرج لا اريدك هنا جزاء لمشاغبتي الدائمة ... حتي نادت اسمي يوماً كاملاً وقالت أين هو "ضياء" فقمت أنا وهي مُندهشة أنت ابن كذا ؟
نعم .
كنت اعلم انها هي ولم يكن الكريم يوماً بخيل اظنها حينها ارادت أنت تضمني .. لكنها اكتفت بأن جائت بي من آخر الصف لأجلس جانبها في الأمام وصارت مُدللتي مرة أخرى واميرتي ومحبوبتي حتي إشعار آخر .. 😃
صورة واحدة رأيتها صدفة أتت بذكريات كثيرة لطفولتي المُشردة .. مُرفقة في الاسفل صورة لتلك العجلات التي كنا نصنعها .



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق