كان يجرى مسرعاً منهكا علامات الرعب تعتلى وجهه المشوه بالفقر ... باليأس !
قد زاد وزنه مرضاً !
يجرى ليلحق بالباص الذى يسبقه بخطوات حتى اذا فاته لم يذهب الى عمله !
يجرى ليتجنب الوجع .. من اجل بعض الجنيهات ..
تاركاً زوجة ترك الفقر فى وجهها ندوب وطفلا يبكى أبى لا ترحل ابق معى ..
زوجة قد فاض بها الكيل لم ترى وجه السعادة من قسوة زوجها لم ترى معالم البلد التى تعيش بها رغم ان هناك من يأتى من آخر الكون ليراها ويستمتع بها ..
يجرى بائساً ..
ليجنى بعض الجنيهات .. يجرى خوفاً من صاحب العمل .. يجرى وجعاً .
يجرى ليلحق بدائرته التى لا تنتهى ..
رُغم انه الاول فى السباق يجرى خاسراً لم ولن يترك علامة فى هذا الكون لم يذق طعم السعادة الا لساعات وباقيها مُزيفة ..
لن يترك الا ابناء بائسين يكملون مسيرته فى ارجائك يابلادى .. تباً لك .. تباً لنا نحن الآخرون .
يجرى خائفاً
 حزيناً
بائساً
مُرهق الروح والجسد ..
ليلحق بالموت الذى ينتظره فى آخر الطريق .