Translate

الأحد، 9 سبتمبر 2018

نظرت أمي في وجهي وتضارب ثم قالت أنت مريض ياصغيري ثم ما لبثت وقد قال الطبيب ما قالت أمي .. لديك خمسة عشر يوما لتعود كما كنت 😊
لم أكن أدري ما بي لكنني قد طرت فرحاً لن اذهب للمدرسة ولتلك الفصول اللعينة التي اكرهها لن أشم رائحة الكراسات ولن احمل حقيبتي ولن يُقيدني احمق بدعوي انه مُعلمي .. 
ليست روحي المُنطلقة يا صاح ولست مؤهلاً للتعلم 😁
حين عدت صرخت جدتي في وجه أمي أعدي له بعض الطعام والدجاج كي يصير بخير ورُغم أنني لا أتناول الكثير من الطعام كنت اتظاهر بالجوع وما أن يُعد الطعام أدعي أنني سأتقيأ وأن معدتي لا تريد هذا .. وكنت حينها أحرص علي أن أكون مستيقظاً قبل التاسعة صباحاً وأُعد سريري أمام التلفاز وانتظر برنامج عالم الكارتون علي القناة الثالثة .. حينها كان يُعرض روبن هود وأظل ادعوا أن ينسي مُشرفي تلك القناة ما ورائهم ليتركوا اليوم كله هكذا لي أشاهد روبن هود لكنهم لم يفعلوها ولو مرة .. !
أمي كانت ترمقني بنظرات حيرة في تلك الاوقات اكون انشط ما يكون وكأنني لست مريضاً كما قال الطبيب .. كان درعي جدتي لا تجرؤ أمي علي معاقبتي في وجودها حتي حين قررت عودتي للمدرسة أحتميت بجدتي وكانت كلمتها هي العليا 😀
تبدل الوقت حتي صرت شاباً ومازالت أمي تحمل طعامي الي حين أمرض دجاج ومازلت أنا أفرح حينما يُصيبني برد لـ أعد سريري وأُجهز بعض أفلام الانيمي لأشاهدها وأنا مستلقي علي سريري واغطيتي علي جسدي .. كانت طقوسي جميلة تُنسيني كوابيس الليل والبرد والدوار والصداع وكل ما يُصيبني كنت استمتع وفقط .. حتي أنني كُنت أشاهد بعض الأفلام ثلاث مرات دون ملل .. كان عالمي صغير ولربما تافهاً .
اليوم صرت رجلاً كما أبدو .. حين أمرض أُضاعف ساعات عملي كي انسي ما أشعر به ، أمي هي فقط من أري في عيناها الاشفاق وتخبرني هل أُعد لك الدجاج ؟
فأومأ برأسي لا وأضطرب ما بين ما أريد بماضي جميل وما لا أريد بمسؤليات الحاضر ونضجي أو لربما غبائي .
لم أعد أري متعة في أعداد غُرفتي القديمة ولربما يحتاج جهاز الكمبيوتر الخاص بي بعض الاصلاحات .
لم أعد أدري أي بؤس هذا الذي أخذني من عالمي ثم قذف بي ها هنا !
مُحاط بسياچ أفكاري وهذا الكون يضيق بي ويتسع ، مال قلبي الصغير ؟
ويحك هل أدركت الأن أن لا فرق بين من يُقيدك يا صغيري ؟
حتي وإن كان أنا أشتاق لك ولدجاج أمي وللتقيأ رغم عني ، أشتاق لدفء غرفتي مع الوان أفلامي الجميلة .. 
اخبرني بربك هل رأيت أنك هكذا ستكون رهين شيء ما أحمق آخر ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق