كنت لأكون الأمير لو أنني واصلت .. لو أنني لم استسلم .

أعلم كيف هو شعور السعادة ... اعلم كيف يكون لها وقع السحر علي النفس كي تمر من كل بلاء ومن بين خطوط الفشل .
أعلم كيف هو شعور الحب .. أعلم أن نظرة واحدة يمكنها أن تداوي اوجاع الف عام مضت .. أن ايماءة منه تجعل القلب يرتجف خوفاً وفرحاً .. املاً وحزناً .
غناء الفقراء هو الحب ، سعادة الاشقياء ، دواء المرضي علي فراش الموت ، أمل الموتي في قبورهم ..
طاقة ابدية لا تنتهي .. أعلم جيداً كيف يلون الحب أيامنا ويجعلها أكثر أمنا .. كيف يمد الضعفاء بالقوة .
أعلم
وأحلم
وأسعي
لكنني ككل السُذج .. ككل الحمقي لم انصت لكل ما آمنت به يوماً .. لم اُنصت ولو مرة لهذا القلب المُعذب ..لصحراء روحي القاحلة .. لم أعط شئ داخلي ما أراد ..  ومضيت .
عقل متسلط عنيد وجسد يطيع اوامره دون عناء ولا شئ آخر .. عقل لربما اصابه الجنون حينها اوقعني في شرك التعاسة الابدية ولا مفر . !
لا مفر .. ولا مفر ..
واحلامي التي عادت تُثير الفوضي أمام عيني .. وقلبي حينها مُتفرج شاب مُتدثر بلحاف شيخوخته اهداه له عقلي حين غفلة .. قلب يعلم كيف هو أثر الحب عليه كأنه وُضع في زنزانة يحرسها مارد لم يترك له شئ سوي فتحة صغيرة يري منها أحلامه .. يكتب ويرسم رسائل لن تصل أبدا .. ويتحسر كيف استسلم وكيف غرق في هذا البؤس .
قلبي ذو السبع سنوات لم يدرك حينها كم هو صغير .. وهاهو مازال يُشاهد ومازال يري ومازال يعلم أين مفتاح زنزانته لكنه لم يعد يقوي علي الخطو .
زنزانة داخل أخري فقط يري ثم تسري في دمي خيباتي .
قلبي الذي كان يوم ما قوي عنيد لم يعد كذلك اصبح كهل ضعيف فقط كل لحظة  يُذكرني بما كنت عليه سابقاً وحين كل حلم يمر يصرخ هاهو لا تتركه .. اصمت واُغمض عيني واتركني لغُصة قاتلة في صدري تُنقص من عمري سنوات .

لهم الحياة بعد الرفاهية ، ولنا الفُتات بعد عناء .
لهم كل الدنيا ولهم يُسخر كل شئ ولنا كل اللاشيء ..
صباحاً غير صباحنا ، ومساء لا يُشبه مساءنا ..
لهم كل شئ ولا شئ آخر لنا .